وفي رمضان سنة اثنتين من الهجرة، وكانت غزوة بدر الكبرى، وقد سمي الله هذه المعركة يوم الفرقان، فقال:
“إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان” (الأنفال: 41).
وكان من خبر هذه الغزوة أن رسول الله ﷺ سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير عظيمة لقريش، فيها أموالهم وتجاراتهم، وكانت الحرب قائمة بين المسلمين وبين قريش المشركين، وكانت تبذل أموالها وكل ما تملكه في محاربة الإسلام، وإضعاف شأن المسلمين، وكانت كتائبهم تصل إلى حدود المدينة وإلى مراعيها.
فلما سمع رسول الله ﷺ بأبي سفيان مقبلا من الشام، على رأس هذه العير، وكان من أشد الناس عداوة للإسلام، ندب رسول الله ﷺ الناس للخروج إليها، ولم يحتفل لها احتفالا بليغا، لأن الأمر أمر عير لا نفير.
وبلغ أبا سفيان خروج رسول الله ﷺ وقصده إياه، فأرسل إلى مكة مستصرخا لقريش ليمنعوه من المسلمين، وبلغ الصريخ أهل مكة، فجد جدهم، ونهضوا مسرعين، ولم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب، فإنه عوض عنه رجلا.
٥- مَعْرَكَةُ بَدْرٍ الحَاسِمَةُ
وَفِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِنَ الهِجْرَةِ، وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى، وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ هَذِهِ المَعْرَكَةَ يَوْمَ الفُرْقَانِ، فَقَالَ:
“إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ” (الأنْفَالُ: 41).
وَكَانَ مِنْ خَبَرِ هَذِهِ الغَزْوَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَمِعَ بِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ مُقْبِلًا مِنَ الشَّامِ فِي عِيرٍ عَظِيمَةٍ لِقُرَيْشٍ، فِيهَا أَمْوَالُهُمْ وَتِجَارَاتُهُمْ، وَكَانَتِ الحَرْبُ قَائِمَةً بَيْنَ المُسْلِمِينَ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ المُشْرِكِينَ، وَكَانَتْ تَبْذُلُ أَمْوَالَهَا وَكُلَّ مَا تَمْلِكُهُ فِي مُحَارَبَةِ الإِسْلَامِ، وَإِضْعَافِ شَأْنِ المُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ كَتَائِبُهُمْ تَصِلُ إِلَى حُدُودِ المَدِينَةِ وَإِلَى مَرَاعِيْهَا.
فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِأَبِي سُفْيَانَ مُقْبِلًا مِنَ الشَّامِ، عَلَى رَأْسِ هَذِهِ العِيرِ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلإِسْلَامِ، نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ النَّاسَ لِلْخُرُوجِ إِلَيْهَا، وَلَمْ يَحْتَفِلْ لَهَا احْتِفَالًا بَلِيْغًا، لِأَنَّ الأَمْرَ أَمْرُ عِيرٍ لَا نَفِيرٍ.
وَبَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَقَصْدُهُ إِيَّاهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَكَّةَ مُسْتَصْرِخًا لِقُرَيْشٍ لِيَمْنَعُوهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَبَلَغَ الصَّرِيخُ أَهْلَ مَكَّةَ، فَجَدَّ جِدُّهُمْ، وَنَهَضُوا مُسْرِعِينَ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْ أَشْرَافِهِمْ أَحَدٌ سِوَى أَبِي لَهَبٍ، فَإِنَّهُ عَوَّضَ عَنْهُ رَجُلًا.
Page: 63