الرئيسية

المتجر

الدورة

المقالة

٨- غزوة بني قريظة

نقض بني قريظة العهد

كان رسول الله ﷺ لما قدم المدينة، كتب كتابًا بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم، وشرط لهم واشترط عليهم، وجاء فيه: “أن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.”

ولكن حيي بن أخطب اليهودي سيد بني النضير نجح في حمل بني قريظة على نقض العهد، وممالأة قريش، بعدما قال سيدهم كعب بن أسد القرظي: “لم أر من محمد إلا صدقًا ووفاءً.” ونقض كعب بن أسد عهده، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله ﷺ، ولما انتهى إلى رسول الله ﷺ خبر نقضهم للعهد، بعث سعد بن معاذ سيد الأوس وهم حلفاء بني قريظة – وسعد بن عبادة سيد الخزرج، فوجودهم على شرّ مما بلغهم عنهم، ونالوا من رسول الله ﷺ وقالوا: “من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد.”

وبدؤوا في الاستعداد للهجوم على المسلمين، وهكذا حاولوا طعن جيش المسلمين من الخلف، وكان ذلك أشد وأنكى الهجوم السافر والحرب في الميدان، وذلك قوله تعالى: “إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ” [الأحزاب: 10].

المسير إلى بني قريظة

فلما انصرف رسول الله ﷺ والمسلمون من الخندق، راجعين إلى المدينة، ووضعوا السلاح، أتى جبرائيل وقال: “أو قد وضعت السلاح يا رسول الله؟”

نَقْضُ بَنِي قُرَيْظَةَ العَهْدَ

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَادَعَ فِيهِ يَهُودَ وَعَاهَدَهُمْ، وَأَقَرَّهُمْ عَلَى دِينِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَشَرَطَ لَهُمْ وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ، وَجَاءَ فِيهِ: “أَنَّ بَيْنَهُمُ النَّصْرَ عَلَى مَنْ حَارَبَ أَهْلَ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، وَأَنَّ بَيْنَهُمُ النُّصْحَ وَالنَّصِيحَةَ، وَالبِرَّ دُونَ الإِثْمِ، وَأَنَّ بَيْنَهُمُ النَّصْرَ عَلَى مَنْ دَهَمَ يَثْرِبَ.”

وَلَكِنْ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ اليَهُودِيُّ سَيِّدُ بَنِي النَّضِيرِ، نَجَحَ فِي حَمْلِ بَنِي قُرَيْظَةَ عَلَى نَقْضِ العَهْدِ، وَمُوَالَاةِ قُرَيْشٍ، بَعْدَمَا قَالَ سَيِّدُهُمْ كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ القُرَظِيُّ: “لَمْ أَرَ مِنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا صِدْقًا وَوَفَاءً.” وَنَقَضَ كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ عَهْدَهُ، وَبَرِئَ مِمَّا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ خَبَرُ نَقْضِهِمْ لِلْعَهْدِ، بَعَثَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ سَيِّدَ الأَوْسِ، وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَسَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ سَيِّدَ الخَزْرَجِ، فَوَجَدُوهُمْ عَلَى شَرِّ مَا بَلَغَهُمْ عَنْهُمْ، وَنَزَلُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَقَالُوا: “مَنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ لَا عَهْدَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَلَا عَقْدَ.”

وَبَدَؤُوا فِي الِاسْتِعْدَادِ لِلهُجُومِ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَهَكَذَا حَاوَلُوا طَعْنَ جَيْشِ المُسْلِمِينَ مِنَ الخَلْفِ، وَكَانَ ذَلِكَ أَشَدَّ وَأَنْكَى الهُجُومِ السَّافِرِ وَالحَرْبِ فِي المِيدَانِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: “إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ” [الأحزاب: 10].

المَسِيرُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ

فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَالمُسْلِمُونَ مِنَ الخَنْدَقِ، رَاجِعِينَ إِلَى المَدِينَةِ، وَوَضَعُوا السِّلَاحَ، أَتَى جِبْرَائِيْلُ وَقَالَ: “أَوَ قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟”