مَنْ كَسَرَ الْأَصْنَامَ؟
١ – بَائِعُ الْأَصْنَامِ
قَبْلَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، كَثِيرَةٍ جِدًّا.
كَانَ فِي قَرْيَةٍ رَجُلٌ مَشْهُورٌ جِدًّا.
وَكَانَ اسْمُ هٰذَا الرَّجُلِ آَزَرَ.
وَكُنْتَ تَبِيعُ الْأَصْنَامَ.
وَكَانَ فِي هٰذِهِ الْقَرْيَةِ بَيْتٌ كَبِيرٌ جِدًّا.
وَكَانَ فِي هٰذَا الْبَيْتِ أَصْنَامٌ، أَصْنَامٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا.
وَكَانَ النَّاسُ يَسْجُدُونَ لِهٰذِهِ الْأَصْنَامِ.
وَكَانَ آزَرُ يَسْجُدُ لِهَذِهِ الْأَصْنَامِ.
وَكَانَ آزَرُ يَعْبُدُ هَذِهِ الْأَصْنَامِ.
من كسر الأصنام؟
١ – بائع الأصنام
قبل أيام كثيرة، كثيرة جدا.
كان في قرية رجل مشهور جدا.
وكان اسم هذا الرجل آزر.
وكان آزر يبيع الأصنام.
وكان في هذه القرية بيت كبير جدا.
وكان في هذا البيت أصنام، أصنام كثيرة جدا.
وكان الناس يسجدون لهذه الأصنام.
وكان آزر يسجد لهذه الأصنام.
وكان آزر يعبد هذه الأصنام.
٢ – وَلَدُ آزَرَ
وَكَانَ آزَرُ لَهُ وَلَدٌ رَشِيدٌ، رَشِيدٌ جِدًّا.
وَكَانَ اسْمُ هَذَا الْوَلَدِ إِبْرَاهِيمُ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَرَى النَّاسَ يَسْجُدُونَ لِلْأَصْنَامِ.
وَيَرَى النَّاسَ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَعْرِفُ أَنَّ الْأَصْنَامَ حِجَارَةٌ.
وَكَانَ يَعْرِفُ أَنَّ الْأَصْنَامَ لَا تَتَكَلَّمُ وَلَا تَسْمَعُ.
وَكَانَ يَعْرِفُ أَنَّ الْأَصْنَامَ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ.
وَكَانَ يَرَى أَنَّ الذُّبَابَ يَجْلِسُ عَلَى الْأَصْنَامِ فَلَا تَدْفَعُ.
وَكَانَ يَرَى الْفَأْرَ يَأْكُلُ طَعَامَ الْأَصْنَامِ فَلَا تَمْنَعُ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ: لِمَاذَا يَسْجُدُ النَّاسُ لِلْأَصْنَامِ؟
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَسْأَلُ نَفْسَهُ: لِمَاذَا يَسْأَلُ النَّاسُ الْأَصْنَامَ؟
٢ – ولد آزر
وكان آزر له ولد رشيد، رشيد جدا.
وكان اسم هذا الولد إبراهيم.
وكان إبراهيم يرى الناس يسجدون للأصنام.
ويرى الناس يعبدون الأصنام.
وكان إبراهيم يعرف أن الأصنام حجارة.
وكان يعرف أن الأصنام لا تتكلم ولا تسمع.
وكان يعرف أن الأصنام لا تضر ولا تنفع.
وكان يرى أن الذباب يجلس على الأصنام فلا تدفع.
وكان يرى الفأر يأكل طعام الأصنام فلا تمنع.
وكان إبراهيم يقول في نفسه: لماذا يسجد الناس للأصنام؟
وكان إبراهيم يسأل نفسه: لماذا يسأل الناس الأصنام؟
٣ – نَصِيحَةُ إِبْرَاهِيمَ
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِوَالِدِهِ:
يَا أَبِي، لِمَاذَا تَعْبُدُ هَذِهِ الْأَصْنَامَ؟
وَيَا أَبِي لِمَاذَا تَسْجُدُ لِهَذِهِ الْأَصْنَامِ؟
وَيَا أَبِي لِمَاذَا تَسْأَلُ هَذِهِ الْأَصْنَامَ؟
إِنَّ هَذِهِ الْأَصْنَامَ لَا تَتَكَلَّمُ وَلَا تَسْمَعُ!
وَإِنَّ هَذِهِ الْأَصْنَامَ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ!
وَلِأَيِّ شَيْءٍ تَضَعُ لَهَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ؟
وَكَانَ آزَرُ يَغْضَبُ وَلَا يَفْهَمُ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَنْصَحُ لِقَوْمِهِ، وَكَانَ النَّاسُ يَغْضَبُونَ وَلَا يَفْهَمُونَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا أَكْسِرُ الْأَصْنَامَ إِذَا ذَهَبَ النَّاسُ، وَحِينَئِذٍ يَفْهَمُ النَّاسُ.
٣ – نصيحة إبراهيم
وكان إبراهيم يقول لوالده:
يا أبي، لماذا تعبد هذه الأصنام؟
ويا أبي لماذا تسجد لهذه الأصنام؟
ويا أبي لماذا تسأل هذه الأصنام؟
إن هذه الأصنام لا تتكلم ولا تسمع!
وإن هذه الأصنام لا تضر ولا تنفع!
ولأي شيء تضع لها الطعام والشراب؟
وكان آزر يغضب ولا يفهم.
وكان إبراهيم ينصح لقومه، وكان الناس يغضبون ولا يفهمون.
قال إبراهيم أنا أكسر الأصنام إذا ذهب الناس، وحينئذ يفهم الناس.
٤ – إِبْرَاهِيمُ يَكْسِرُ الْأَصْنَامَ
وَجَاءَ يَوْمُ عِيدٍ فَفَرِحَ النَّاسُ.
وَخَرَجَ النَّاسُ لِلْعِيدِ وَخَرَجَ الْأَطْفَالُ،
وَخَرَجَ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ، وَقَالَ لِإِبْرَاهِيمَ: أَلَا تَخْرُجُ مَعَنَا؟
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَنَا سَقِيمٌ!
وَذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي الْبَيْتِ.
وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْأَصْنَامِ، وَقَالَ لِلْأَصْنَامِ:
أَلَا تَتَكَلَّمُونَ؟ أَلَا تَسْمَعُونَ؟
هَذَا طَعَامٌ وَشَرَابٌ! أَلَا تَأْكُلُونَ؟ أَلَا تَشْرَبُونَ؟
وَسَكَتَتِ الْأَصْنَامُ لِأَنَّهَا حِجَارَةٌ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: (مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ).
وَسَكَتَتِ الْأَصْنَامُ وَمَا نَطَقَتْ.
حِينَئِذٍ غَضِبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْفَأْسَ،
وَضَرَبَ إِبْرَاهِيمُ الْأَصْنَامَ بِالْفَأْسِ وَكَسَرَ الْأَصْنَامَ،
وَتَرَكَ إِبْرَاهِيمُ الصَّنَمَ الْأَكْبَرَ وَعَلَّقَ الْفَأْسَ فِي عُنُقِهِ.
٤- إبراهيم يكسر الأصنام
وجاء يوم عيد ففرح الناس.
وخرج الناس للعيد وخرج الأطفال،
وخرج والد إبراهيم، وقال لإبراهيم: ألا تخرج معنا؟
قال إبراهيم: أنا سقيم!
وذهب الناس وبقي إبراهيم في البيت.
وجاء إبراهيم إلى الأصنام، وقال للأصنام:
ألا تتكلمون؟ ألا تسمعون؟
هذا طعام وشراب! ألا تأكلون؟ ألا تشربون؟
وسكتت الأصنام لأنها حجارة.
وقال إبراهيم: (ما لكم لا تنطقون).
وسكتت الأصنام وما نطقت.
حينئذ غضب إبراهيم وأخذ الفأس،
وضرب إبراهيم الأصنام بالفأس وكسر الأصنام،
وترك إبراهيم الصنم الأكبر وعلق الفأس في عنقه.
٥ – مَنْ فَعَلَ هَذَا؟
وَرَجَعَ النَّاسُ وَدَخَلُوا فِي بَيْتِ الْأَصْنَامِ،
وَأَرَادَ النَّاسُ أَنْ يَسْجُدُوا لِلْأَصْنَامِ لِأَنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ،
وَلَكِنْ تَعَجَّبَ النَّاسُ وَدُهِشُوا.
وَتَأَسَّفَ النَّاسُ وَغَضِبُوا.
قَالُوا: (مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا؟)
قَالُوا: سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ).
قَالُوا: (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ؟)
قَالَ: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ).
وَكَانَ النَّاسُ يَعْرِفُونَ أَنَّ الْأَصْنَامَ حِجَارَةٌ.
وَكَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّ الْحِجَارَةَ لَا تَسْمَعُ وَلَا تَنْطِقُ.
وَكَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّ الصَّنَمَ الْأَكْبَرَ أَيْضًا حَجَرٌ.
وَأَنَّ الصَّنَمَ الْأَكْبَرَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَمْشِيَ وَيَتَحَرَّكَ.
وَأَنَّ الصَّنَمَ الْأَكْبَرَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَكْسِرَ الْأَصْنَامَ.
فَقَالُوا لِإِبْرَاهِيمَ: أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الْأَصْنَامَ لَا تَنْطِقُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَكَيْفَ تَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ وَإِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ؟
وَكَيْفَ تَسْأَلُونَ الْأَصْنَامَ وَإِنَّهَا لَا تَنْطِقُ وَلَا تَسْمَعُ؟
أَلَا تَفْهَمُونَ شَيْئًا، أَفَلَا تَعْقِلُونَ؟
وَسَكَتَ النَّاسُ وَخَجِلُوا!
٥ – من فعل هذا؟
ورجع الناس ودخلوا في بيت الأصنام،
وأراد الناس أن يسجدوا للأصنام لأنه يوم عيد،
ولكن تعجب الناس ودهشوا.
وتأسف الناس وغضبوا.
قالوا: (من فعل هذا بآلهتنا؟)
قالوا: سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم).
قالوا: (أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟)
قال: (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون).
وكان الناس يعرفون أن الأصنام حجارة.
وكانوا يعرفون أن الحجارة لا تسمع ولا تنطق.
وكانوا يعرفون أن الصنم الأكبر أيضًا حجر.
وأن الصنم الأكبر لا يقدر أن يمشي ويتحرك.
وأن الصنم الأكبر لا يقدر أن يكسر الأصنام.
فقالوا لإبراهيم: أنت تعلم أن الأصنام لا تنطق.
قال إبراهيم: فكيف تعبدون الأصنام وإنها لا تضر ولا تنفع؟
وكيف تسألون الأصنام وإنها لا تنطق ولا تسمع؟
ألا تفهمون شيئًا، أفلا تعقلون؟
وسكت الناس وخجلوا!