ترون أمامكم صورة مسجد ، هذا مسجد النبي ﷺ في المدينة المنورة ، هل تعرفون من خبر هذا المسجد شيئا؟ إن له تاريخا يغتبط به كل طفل مسلم.
لما دعا رسول الله ﷺ الناس إلى الله في مكة ، ونادى في الناس «لا إله إلا الله محمد رسول الله» غضبت قريش وكانت تعبد الأصنام ، وكانت في الكعبة التي بناها إبراهيم وإسماعيل «عليهما الصلاة والسلام» لعبادة الله وحده: كان في تلك الكعبة ثلاثمئة وستون صنما ، فاشتعلت قريش غضبا وآذوا رسول الله ﷺ وعذبوا المسلمين ، فصبر رسول الله ﷺ وصبر المسلمون وثبتوا لهم كالجبال.
ولكن قريشا كانوا يمنعون الناس عن الإسلام ويحولون بين المسلمين وعبادة الله ، فأذن الله لرسول الله ﷺ بالهجرة ، فهاجر إلى المدينة وهاجر المسلمون ، وكانت المدينة أرضا طيبه للإسلام ، في أهلها لين ورقة ، قد أسلم منهم كثير قبل الهجرة.
ولما انتقل النبي ﷺ من مكة إلى المدينة وسكن هنالك أحب أن يبني مسجدا ، لأن المسجد لازم للمسلمين ، وهو قطب يدور حوله رحى الحياة الإسلامية.
وكان النبي ﷺ نازلا في بيت أبي أيوب الأنصاري (رضي الله عنه) وكان ضيفا عليه ، وكان قريبا من بيته مربد ، فأراد رسول الله ﷺ أن يبني المسجد في ذلك المكان ، قال رسول الله ﷺ: لمن هذا المربد؟
قال رجل من الأنصار اسمه معاذ بن عفراء: هو يا رسول الله! ليتيمين ، اسم أحدهما سهل واسم الثاني سهيل.
طلب رسول الله ﷺ سهلا و سهيلا ، وهما ولدان يتيمان ، فلما حضرا ، كلمهما رسول الله ﷺ في أمر المربد وثمنه.
قال سهل وسهيل: هو يا رسول الله! لله ، لا نشتري به ثمنا ، فابن المسجد ، وقد طابت به أنفسنا ، ولكن رسول الله ﷺ أبى واشترى منهما المكان ، ودفع الثمن.
وبنى المسلمون المسجد ، ورسول الله ﷺ يعمل بيده فينقل اللبن ، فقال قائل من المسلمين:
لإن قعدنا والنبي يعمل
لذاك من العمل المضلل
وكان المسلمون يبنون ويقولون:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فارحم الأنصار والمهاجرة
وقد زاد في هذا المسجد أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والملوك بعده ، حتى ترونه في هذا الشكل.