ذهب حامد إلى المدرسة يوم السبت فوجد أن صديقه حسينا ما حضر في المدرسة ، فسأل أخاه عليا عن السبب ، فقال: إنه محموم من يوم الخميس ، فعزم حامد على أن يعوده في الرجوع من المدرسة.
ذهب حامد إلى بيت حسين فسلم واستاذن ، فخرج أبو حسين ، قال حامد: إني أريد أن أعود صديقي حسينا فقد أخبرني علي أنه مريض ، قال أبوه: نعم! إنه أصابته الحمى يوم الخميس ، ويمكنك أن تعوده.
صعد حامد إلى السطح ، ودخل غرفة حسين ، فرأي حسينا مضطجعا ، فسلم عليه بلطف ، ودنا منه ، وقال له: كيف حالك يا أخي! عافاك الله.
قال حسين: قد أصابتني الحمى يوم الخميس ، وكانت شديدة يوم الجمعة ، وخفت في الليل ، ولكني أشكو الصداع والدوار ، وقد ضعفت كثيرا ، كأني مريض منذ أيام ، ولا أشتهي الطعام.
قال حامد: لا بأس طهور إن شاء الله ، وهل عادك طبيب؟
قال حسين: نعم! عادني طبيب أمس ، وموعده الآن.
ولم يجلس حامد إلا قليلا ، حتى حضر الطبيب فجس يد حسين ، وقاس الحرارة ، وامتحن الصدر بالسماعة ، وأبدى الارتياح ، وغير في الوصفة قليلا ، وقال: إنه بارئ بحمد الله ، وأوصى أباه بأن يحمي حسينا الماء البارد والزيت والخروج في الهواء والتعب ، ويسقيه اللبن وماء الشعير وماء الفواكه.
وجلس حامد قليلا ، وقال: إن العائد إذا أطال الجلوس عند المريض ، شق عليه وعلى أهل بيته ، فأستأذن وأنصرف وأعود إن شاء الله غدا.