٣٩- الحنين إلى الشهادة (٢)

ولما خرج رسول الله ﷺ إلى أحد لقتال قريش خرج من المدينة غلمان يحبون الجهاد في سبيل الله ، وكانوا صغارا ، لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من عمرهم ، فردهم رسول الله ﷺ ، لأنهم صغار لم يبلغوا سن القتال ، فيكونون كالمتاع ، ويشغلون الكبار أيضا يراقبونهم ويحرسونهم.

وكان في هؤلاء الغلمان ولد ، اسمه رافع ابن خديج ، وهو دون الخامسة عشرة من سنه ، وكان يتطاول من شدة الشوق ، ليظن الناس أنه كبير ، قد بلغ سن القتال ، ولا يفطن لصغر سنه وضعفه.

ولكن رسول الله ﷺ رده ، لأنه عرف أنه صغير ، وأنه يتطاول ، فشفع له أبوه ، وقال: يا رسول الله! إن ابني رافعا رام ، فأذن رسول الله ﷺ.

ففرح رافع كثيرا لما أذن رسول الله ﷺ ، وخرج مع المجاهدين ، وهو أكثر سرورا من غلمان يخرجون إلى المصلى يوم العيد في لباس جديد.

وكان ولد آخر اسمه سمرة بن جندب من سن رافع ، فعرض على رسول الله ﷺ بعد رافع فرده رسول الله ﷺ لصغره أيضا ، فقال سمرة: لقد أجزت رافعا ورددتني ، ولو صارعته لصرعته.

فأمر رسول الله ﷺ سمرة ورافعا بالمصارعة فصرع سمرة رافعا كما قال ، واستحق أن يسمح له بالدخول في صف المجاهدين.

فأجاز رسول الله سمرة للخروج ، فخرج سمرة وقاتل يوم أحد في سبيل الله.

رضي الله عن رافع وسمرة ، ورزقنا اتباعهما.

أضف تعليق