درست في المدرسة أمس أن النور يقطع مئة ألف وثمانين ميلا في ثانية ، وأنه يمكن له أن يطوف حول خط الاستواء سبعة أشواط في أقل من ثانية.
وسمعت أن من النجوم ما لا يصل ضوءه إلا في ألفي عام ، ومنها ما لا يصل ضوءه إلا في أكثر من ذلك ، وأن ضوء بعض النجوم منذ طلعت لا يزال في طريقه إلى الأرض ولما يصل إليها.
لي غرام شديد بالتاريخ ، لا أزال أطالعه برغبة عظيمة ، وأتمثله أمام عيني ، كأن الحوادث واقعة ، والأشخاص أحياء ، ولا أزال أتأسف على ما فاتني من مشاهدة الحوادث في ساعتها ، ومن زيارة رجال من عظماء التاريخ في زمانهم ، ولم أزل في صباي أقول لوالدي وأصدقائي: يا ليتني ولدت في الزمن الماضي ، فشاهدت كذا وكذا من الوقائع ، وزرت فلانا وفلانا من الرجال ، لقد غاب عني طوفان نوح ، ومنحة إبراهيم ، وخروج بني اسرائيل ، وسبقتني بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام بأكثر من ألف عام ، وفاتني عهد الخلافة الراشدة ، وفاتني حضارة بغداد ، وعهد قرطبة ، وغرناطة ، وفاتني ، وفاتني ، وفاتني…