أراك يا سيدي قد سئمت حديثي وطول القيام هنا ، فاصبر قليلا لعلي أخفف عن نفسي بعض ما أجده من الحزن.
نسيت أن أذكر لك أن الإنكليز قد دخلوا الهند في القرن السادس عشر المسيحي تجارا ، وأسسوا شركة تجارية سموها: الشركة الهندية الشرقية ، وكانت بذرة فساد أغفلها الملوك المسلمون في بساطتهم وحسن ظنهم ، وبقيت هذه الشركة تشتغل بالتجارة حتى اضطرب حبل الدولة المغولية ، فطمح رجالها إلى الملك والسياسة ، وصاروا يتدخلون في الأمور ، ويحرشون بين الأمراء ، ويضربون بعضهم ببعض ، وينتهزون فرصة بعد فرصة ، حتى أصبحوا قوة في الهند.
ولم يزل أمر الإنكليز يقوى وأمر الهنديين يضعف حتى أخذوا في الجنوب «كرناتك» وفي الشرق «كلكته» وذلك كله بمال الهند ورجالها ، لم يبذلوا في سبيل ذلك درهما ، ولا دما من قبل أنفسهم.