الرئيسية

المتجر

الدورة

المقالة

١٠- مسابقة

كانت أمس مسابقة في الجري في مدرستي، أولا اختار معلم الرياضة أربعة وعشرين طالبا من جميع الصفوف هم أقران وأكفاء، وأوقفهم في صفوف صفا خلف صف، وفي كل صف ثلاثة.

ووقف الأستاذ بجانب من هذه الصفوف، وقدم صفا فيه محمد وإبراهيم وسعيد وهم أقران وأكفاء، وقال: قوموا في صف واحد وعلى خط واحد، ولا يتقدم منكم أحد، وكان إبراهيم متقدما قليلا فأخره وجعله في الصف، وقال: أنا أعد لكم فإذا قلت: واحد فسيروا الصف، وإذا قلت: اثنان فاستعدوا واجمعوا يديكم، وإذا قلت: ثلاثة، فطيروا، وذهب أحد المعلمين إلى آخر الميدان ووضع هناك قصبة وقال: هذه هي الغاية.

وقال الأستاذ: واحد، ووقف قليلا ثم قال: اثنان، فتقدم سعيد، فقال الأستاذ: تأخر يا سعيد وأنا أعد مرة ثانية، فقال: واحد، اثنان، ثلاثة، فطار الأولاد لا يدري أحد من السابق، حتى برز محمد وهتف الأولاد باسمه وقالوا: محمد محمد وصاحوا: مرحى مرحى، وكان هو المجلي، ولحقة إبراهيم فكان هو المصلي، وجاء دوري ووقفت في أقراني وأكفائي، وعد الأستاذ: واحد، اثنان، ثلاثة، وانطلقت قليلا عند الجري فما قدرت أن أسبق وأكون المجلي، ووصلنا إلى الغاية وكنت المصلي.

وكان خالد المجلي، فهتف الأولاد باسمه وقالوا: مرحى مرحى، وكان إخواني يظنون أني أنا المجلي، لأني خفيف وسريع وأجري كل يوم، وتأسفت أيضا ولكني قلت في نفسي: سأسبق في المرة الثانية عند انتهاء السنة إن شاء الله.

وخطبت الأستاذ في الأخير وقال: إن النبي ﷺ كان يسابق وكان أصحابه يتسابقون، وينبغي للمسلم أن يكون نشيطا خفيفا قويا حتى لا يعجز في الجهاد.

١٠- مُسَابَقَةٌ

كَانَتْ أَمْسِ مُسَابَقَةٌ فِي الْجَرْيِ فِي مَدْرَسَتِي، أَوَّلًا اخْتَارَ مُعَلِّمُ الرِّيَاضَةِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ طَالِبًا مِنْ جَمِيعِ الصُّفُوفِ هُمْ أَقْرَانٌ وَأَكْفَاءُ، وَأَوْقَفَهُمْ فِي صُفُوفٍ صَفًّا خَلْفَ صَفٍّ، وَفِي كُلِّ صَفٍّ ثَلَاثَةٌ.

وَوَقَفَ الْأُسْتَاذُ بِجَانِبٍ مِنْ هَذِهِ الصُّفُوفِ، وَقَدَّمَ صَفًّا فِيهِ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَسَعِيدٌ وَهُمْ أَقْرَانٌ وَأَكْفَاءُ، وَقَالَ: قُومُوا فِي صَفٍّ وَاحِدٍ وَعَلَى خَطٍّ وَاحِدٍ، وَلَا يَتَقَدَّمْ مِنْكُمْ أَحَدٌ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مُتَقَدِّمًا قَلِيلًا فَأَخَّرَهُ وَجَعَلَهُ فِي الصَّفِّ، وَقَالَ: أَنَا أَعُدُّ لَكُمْ فَإِذَا قُلْتُ: وَاحِدٌ فَسِيرُوا الصَّفَّ، وَإِذَا قُلْتُ: اثْنَانِ فَاسْتَعِدُّوا وَاجْمَعُوا يَدَيْكُمْ، وَإِذَا قُلْتُ: ثَلَاثَةٌ، فَطِيرُوا، وَذَهَبَ أَحَدُ الْمُعَلِّمِينَ إِلَى آخِرِ الْمِيدَانِ وَوَضَعَ هُنَاكَ قَصَبَةً وَقَالَ: هَذِهِ هِيَ النِّهَايَةُ.

وَقَالَ الْأُسْتَاذُ: وَاحِدٌ، وَوَقَفَ قَلِيلًا ثُمَّ قَالَ: اثْنَانِ، فَتَقَدَّمَ سَعِيدٌ، فَقَالَ الْأُسْتَاذُ: تَأَخَّرْ يَا سَعِيدُ وَأَنَا أَعُدُّ مَرَّةً ثَانِيَةً، فَقَالَ: وَاحِدٌ، اثْنَانِ، ثَلَاثَةٌ، فَطَارَ الْأَوْلَادُ لَا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ السَّابِقِ، حَتَّى بَرَزَ مُحَمَّدٌ وَهَتَفَ الْأَوْلَادُ بِاسْمِهِ وَقَالُوا: مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ وَصَاحُوا: مَرْحَى مَرْحَى، وَكَانَ هُوَ الْمُجَلِّي، وَلَحِقَهُ إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ هُوَ الْمُصَلِّي، وَجَاءَ دَوْرِي وَوَقَفْتُ فِي أَقْرَانِي وَأَكْفَائِي، وَعَدَّ الْأُسْتَاذُ: وَاحِدٌ، اثْنَانِ، ثَلَاثَةٌ، وَانْطَلَقْتُ قَلِيلًا عِنْدَ الْجَرْيِ فَمَا قَدِرْتُ أَنْ أَسْبِقَ وَأَكُونَ الْمُجَلِّي، وَوَصَلْنَا إِلَى النِّهَايَةِ وَكُنْتُ الْمُصَلِّي.

وَكَانَ خَالِدٌ الْمُجَلِّي، فَهَتَفَ الْأَوْلَادُ بِاسْمِهِ وَقَالُوا: مَرْحَى مَرْحَى، وَكَانَ إِخْوَانِي يَظُنُّونَ أَنِّي أَنَا الْمُجَلِّي، لِأَنِّي خَفِيفٌ وَسَرِيعٌ وَأَجْرِي كُلَّ يَوْمٍ، وَتَأَسَّفْتُ أَيْضًا وَلَكِنِّي قُلْتُ فِي نَفْسِي: سَأُسَابِقُ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ عِنْدَ انْتِهَاءِ السَّنَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وَخَطَبَ الْأُسْتَاذُ فِي الْأَخِيرِ وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُسَابِقُ وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَسَابَقُونَ، وَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ نَشِيطًا خَفِيفًا قَوِيًّا حَتَّى لَا يَعْجِزَ فِي الْجِهَادِ.