الرئيسية

المتجر

الدورة

المقالة

١٣- الأمانة

استأجر رجل قوما، فاشتغلوا وعملوا، ولما فرغوا من شغلهم جازاهم فأعطاهم أجرهم، وكان فيهم رجل اشتغل معهم، ولكنه لم يأخذ أجره وتركه وذهب.

وكان الرجل كريما أمينا، فلم يأكل أجرته، ولم ينتفع بها، وخاف الله ووضعها في التجارة، وثمرها وأثمرت الأجرة كثيرا، وكثرت منها الأموال.

وبعد حين جاء الأجير وهو خائف أن لا يعرفه الرجل، فقد طالت المدة، ومضى زمن كثير، وماذا يفعل المسكين إن لم يعرفه الرجل أو نسي قصته.

جاء الأجير وهو لا يطمع إلا في أجرته القليلة دراهم معدودة، وإذا جحدها الرجل ولم يدفعها رجع خائبا.

ولكنه جاءه لأنه يحتاج إلى هذه الدراهم، فقال: يا عبد الله! أد إلي أجري، فما جحد الرجل وما أنكر، بل قال: كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق من أجرك.

دهش الرجل وتحير وظن أنه يستهزئ به، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي.

قال الرجل: لا أستهزئ بك، فكل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق لك، فإني قد وضعت أجرتك في التجارة، وثمرتها وأثمرت هذه الإبل والبقر والغنم والرقيق.

فأخذ الأجير الإبل والبقر والغنم والرقيق ولم يترك منها شيئا.

وقد رضي الله عنه على هذه الأمانة والوفاء والكرم.

وقد وقع هذا الرجل الأمين مرة في غار، وانطبقت عليه صخرة، فلما يئس من الحياة دعا الله بهذا العمل الصالح، وقال: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فاكشف عنا هذه الصخرة. فأجاب الله دعوته وأعانه.

ُ١٣- الأَمَانَة

اِسْتَأْجَرَ رَجُلٌ قَوْمًا، فَاشْتَغَلُوا وَعَمِلُوا، وَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ شُغْلِهِمْ جَازَاهُمْ فَأَعْطَاهُمْ أُجُورَهُمْ، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ اشْتَغَلَ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ أُجْرَتَهُ وَتَرَكَهَا وَذَهَبَ.

وَكَانَ الرَّجُلُ كَرِيمًا أَمِينًا، فَلَمْ يَأْكُلْ أُجْرَتَهُ، وَلَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا، وَخَافَ اللَّهَ وَوَضَعَهَا فِي التِّجَارَةِ، وَثَمَّرَهَا وَأَثْمَرَتِ الْأُجْرَةُ كَثِيرًا، وَكَثُرَتْ مِنْهَا الْأَمْوَالُ.

وَبَعْدَ حِينٍ جَاءَ الْأَجِيرُ وَهُوَ خَائِفٌ أَنْ لَا يَعْرِفَهُ الرَّجُلُ، فَقَدْ طَالَتِ الْمُدَّةُ، وَمَضَى زَمَنٌ كَثِيرٌ، وَمَاذَا يَفْعَلُ الْمِسْكِينُ إِنْ لَمْ يَعْرِفْهُ الرَّجُلُ أَوْ نَسِيَ قِصَّتَهُ.

جَاءَ الْأَجِيرُ وَهُوَ لَا يَطْمَعُ إِلَّا فِي أُجْرَتِهِ الْقَلِيلَةِ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةً، وَإِذَا جَحَدَهَا الرَّجُلُ وَلَمْ يَدْفَعْهَا رَجَعَ خَائِبًا.

وَلَكِنَّهُ جَاءَهُ لِأَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى هَذِهِ الدَّرَاهِمِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي، فَمَا جَحَدَ الرَّجُلُ وَمَا أَنْكَرَ، بَلْ قَالَ: كُلُّ مَا تَرَى مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ مِنْ أَجْرِكَ.

دُهَشَ الرَّجُلُ وَتَحَيَّرَ وَظَنَّ أَنَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي.

قَالَ الرَّجُلُ: لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَكُلْ مَا تَرَى مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ لَكَ، فَإِنِّي قَدْ وَضَعْتُ أُجْرَتَكَ فِي التِّجَارَةِ، وَثَمَّرْتُهَا وَأَثْمَرَتْ هَذِهِ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَالرَّقِيقُ.

فَأَخَذَ الْأَجِيرُ الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالرَّقِيقَ وَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا.

وَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى هَذِهِ الْأَمَانَةِ وَالْوَفَاءِ وَالْكَرَمِ.

وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الرَّجُلُ الْأَمِينُ مَرَّةً فِي غَارٍ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِ صَخْرَةٌ، فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ دَعَا اللَّهَ بِهَذَا الْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَاكْشِفْ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ. فَأَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَهُ وَأَعَانَهُ.