الرئيسية

المتجر

الدورة

المقالة

١٤- الصيد

خرجت يوم عطلة مع صيادين عندهم بنادق وسكاكين، خرجنا مبكرين في الصباح لم تطلع الشمس، وكان معي كثير من أترابي وأصدقائي، وأخذنا غذاءنا معنا لنتغذى إذا غلبنا الجوع، وكنا نريد أن نرجع في المساء.

ولم نزل نمشي في الحر والشمس حتى تعبنا، وغلبنا الجوع والعطش، وكان الغذاء مع خليل، وقد ضل الطريق، وما وجدنا طعاما ولا ماء.

وانتصف النهار وجلسنا في ظل شجرة ننتظر خليل، وبرز خليل من بعد فحمدنا الله، وتغدينا واسترحنا قليلا، ثم خرجنا.

ودخلنا في الغابة ووجدنا آثار بقر الوحش فتفرقنا، وجلسنا بالمصاد، وخرجت بقرة من بين الأشجار، وكان الصيد إسماعيل مستعدا، فصوب إليها بندقيته، وأطلق الرصاصة، وأصاب البقرة في صدرها، فسقطت جريحة تضرب برجليها.

وسمع الإخوان صوت البندقية فجادلوا، وذبحها باتوت بسكين كبير حاد، وسمى الله، وكبر. وكنا نتكلم وكنا مطمئنين، إذ خرجت بقرة أخرى، فأطلق عليها هاشم بندقيته بسرعة، وما قدر أن يصوب البندقية، فأخطأت الرصاصة، وما صادت البقرة، تأسف هاشم، وتأسفت الجماعة.

وصيدنا حمامتين برصاصة، وقطين برصاصتين، وكان عندي سكين صغير حاد، فذبحتهما مطمئنين، وسمت الله، وكبرت.

وقلت للسيد إسماعيل: أنا أريد أن أصيد أيضا، فأعطاني بندقيته، ووضع فيها رصاصة، وكنت أعرف كيف أصوب البندقية، وكيف أطلقها، لأني أطلقت البندقية أربع مرات أو خمس مرات، فذهبت وجلست بالمصاد، وجاء حمام، ووقع على شجرة قريبة، وصوبت بندقيتي نحو الحمام، وأطلقت البندقية، فأصبت حمامتين، وفرحت جدا لما أصبت الحمامتين، وكبرت من الفرح.

وجاء الإخوان وقالوا: مرحى مرحى، وقالوا: ما شاء الله، إن خالدا صياد.

وما رضيت أن يذبحهما أحد، فذهبت وسمت الله، وذبحت الحمامتين بسكينى الصغير الحاد، ورجعنا إلى القرية في المساء بصيد كثير، وقطعت البقرة قطعا قطعا، وأهدينا لحمها إلى جميع الأصدقاء والأقارب وأهل القرية، فأكلوا وشبعوا، وشكروا الصيادين.

١٤- الصَّيْد

خَرَجْتُ يَوْمَ عُطْلَةٍ مَعَ صَيَّادَيْنِ عِنْدَهُمْ بَنَادِقُ وَسَكَاكِينُ، خَرَجْنَا مُبَكِّرِينَ فِي الصَّبَاحِ لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، وَكَانَ مَعِي كَثِيرٌ مِنْ أَتْرَابِي وَأَصْدِقَائِي، وَأَخَذْنَا غِذَاءَنَا مَعَنَا لِنَتَغَذَّى إِذَا غَلَبَنَا الجُوعُ، وَكُنَّا نُرِيدُ أَنْ نَرْجِعَ فِي المَسَاءِ.

وَلَمْ نَزَلْ نَمْشِي فِي الحَرِّ وَالشَّمْسِ حَتَّى تَعِبْنَا، وَغَلَبَنَا الجُوعُ وَالعَطَشُ، وَكَانَ الغِذَاءُ مَعَ خَلِيلٍ، وَقَدْ ضَلَّ الطَّرِيقَ، وَمَا وَجَدْنَا طَعَامًا وَلَا مَاءً.

وَانْتَصَفَ النَّهَارُ وَجَلَسْنَا فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ نَنْتَظِرُ خَلِيلًا، وَبَرَزَ خَلِيلٌ مِنْ بَعْدُ فَحَمِدْنَا اللهَ، وَتَغَدَّيْنَا وَاسْتَرَحْنَا قَلِيلًا، ثُمَّ خَرَجْنَا.

وَدَخَلْنَا فِي الغَابَةِ وَوَجَدْنَا آثَارَ بَقَرِ الوَحْشِ فَتَفَرَّقْنَا وَجَلَسْنَا بِالمِرْصَادِ، وَخَرَجَتْ بَقَرَةٌ مِنْ بَيْنِ الأَشْجَارِ، وَكَانَ الصَّيَّادُ إِسْمَاعِيلُ مُسْتَعِدًّا، فَصَوَّبَ إِلَيْهَا بُنْدُقِيَّتَهُ، وَأَطْلَقَ الرَّصَاصَةَ، وَأَصَابَ البَقَرَةَ فِي صَدْرِهَا، فَسَقَطَتْ جَرِيحَةً تَضْرِبُ بِرِجْلَيْهَا.

وَسَمِعَ الإِخْوَانُ صَوْتَ البُنْدُقِيَّةِ فَجَاءُوا، وَذَبَحَهَا بَاتُوتٌ بِسِكِّينٍ كَبِيرٍ حَادٍّ، وَسَمَّى اللهَ، وَكَبَّرَ. وَكُنَّا نَتَكَلَّمُ وَكُنَّا مُطْمَئِنِّينَ، إِذْ خَرَجَتْ بَقَرَةٌ أُخْرَى، فَأَطْلَقَ عَلَيْهَا هَاشِمٌ بُنْدُقِيَّتَهُ بِسُرْعَةٍ، وَمَا قَدَرَ أَنْ يُصَوِّبَ البُنْدُقِيَّةَ، فَأَخْطَأَتِ الرَّصَاصَةُ، وَمَا صَادَتِ البَقَرَةَ، فَتَأَسَّفَ هَاشِمٌ، وَتَأَسَّفَتِ الجَمَاعَةُ.

وَصِدْنَا حَمَامَتَيْنِ بِرَصَاصَةٍ، وَقُطْطَيْنِ بِرَصَاصَتَيْنِ، وَكَانَ عِنْدِي سِكِّينٌ صَغِيرٌ حَادٌّ، فَذَبَحْتُهُمَا مُطْمَئِنِّينَ، وَسَمَّيْتُ اللهَ، وَكَبَّرْتُ.

وَقُلْتُ لِلصَّيَّادِ إِسْمَاعِيلَ: أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَصِيدَ أَيْضًا، فَأَعْطَانِي بُنْدُقِيَّتَهُ، وَوَضَعَ فِيهَا رَصَاصَةً، وَكُنْتُ أَعْرِفُ كَيْفَ أُصَوِّبُ البُنْدُقِيَّةَ، وَكَيْفَ أُطْلِقُهَا، لِأَنِّي أَطْلَقْتُ البُنْدُقِيَّةَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَوْ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَذَهَبْتُ وَجَلَسْتُ بِالمُرْصَادِ، وَجَاءَ حَمَامٌ، وَوَقَعَ عَلَى شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ، وَصَوَّبْتُ بُنْدُقِيَّتِي نَحْوَ الحَمَامِ، وَأَطْلَقْتُ البُنْدُقِيَّةَ، فَأَصَبْتُ حَمَامَتَيْنِ، وَفَرِحْتُ جِدًّا لَمَّا أَصَبْتُ الحَمَامَتَيْنِ، وَكَبَّرْتُ مِنَ الفَرَحِ.

وَجَاءَ الإِخْوَانُ وَقَالُوا: مَرْحَى مَرْحَى، وَقَالُوا: مَا شَاءَ اللهُ، إِنَّ خَالِدًا صَيَّادٌ.

وَمَا رَضِيتُ أَنْ يَذْبَحَهُمَا أَحَدٌ، فَذَهَبْتُ وَسَمَّيْتُ اللهَ، وَذَبَحْتُ الحَمَامَتَيْنِ بِسِكِّينِي الصَّغِيرِ الحَادِّ، وَرَجَعْنَا إِلَى القَرْيَةِ فِي المَسَاءِ بِصَيْدٍ كَثِيرٍ، وَقَطَّعْتُ البَقَرَةَ قِطَعًا قِطَعًا، وَأَهْدَيْنَا لَحْمَهَا إِلَى جَمِيعِ الأَصْدِقَاءِ وَالأَقَارِبِ وَأَهْلِ القَرْيَةِ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا، وَشَكَرُوا الصَّيَّادِينَ.