إن رجلا من الأنصار أتى النبي ﷺ يسأله، فقال: أما في بيتك شيء؟
قال: بلى، حلس نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء.
قال: ائتني بهما.
فأخذهما رسول الله ﷺ بيده وقال: من يشتري هذين؟
قال رجل: أنا آخذهما بدرهم.
قال: من يزيد على درهم؟ من يزيد على درهم؟
قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين.
فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري وقال: اشتر بأحدهما طعاما فأنبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فأتيني به.
فأتاه به فشد فيه رسول الله ﷺ عودا بيده.
ثم قال له: اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوما.
فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما.
فقال رسول الله ﷺ: هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة.
١٧- فَضِيلَةُ الشُّغْلِ
إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟
قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ، وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ.
قَالَ: ائْتِنِي بِهِمَا.
فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِهِ وَقَالَ: مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟
قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ.
قَالَ: مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟
قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ.
فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ وَقَالَ: اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَأَنْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ.
فَأَتَاهُ بِهِ فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عُودًا بِيَدِهِ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ، وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا.
فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبًا وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.