الرئيسية

المتجر

الدورة

المقالة

٣- بعد البعثة

تباشير الصبح وطوالع السعادة:

وأتم رسول الله أربعين سنة من عمره، وظهرت تباشير الصبح وطوالع السعادة، آن أوان البعثة، وتلك سنة الله إذا اشتد الظلام وطالت الشقوة.

وبلغ قلق رسول الله مما كان يراه ذروته، كان حاديًا يحدوه، فحبب إليه الخلاء، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده، وكان يخرج من مكة، ويبعد حتى تحسر عنه البيوت، ويفضي إلى شعاب مكة و بطونها وأوديتها، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، ويلتفت رسول الله حوله وعن يمينه وشماله وخلفه، فلا يرى إلا الشجر والحجارة.

وكان أول ما بدئ به الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.

في غار حراء:

وكان يخلو غالبًا بغار حراء، فيمكث فيها ليالي متواليات، وكان يتزود لذلك، وكان يبتعد ويدعو على الطريقة الإبراهيمية الحنيفية والفطرة السليمة المنيبة إلى الله.

بعثته ﷺ:

وكان كذلك في إحدى المرات إذ جاءه اليوم الموعود لبعثته، وكان ذلك في…

٣- بَعْدَ البِعْثَةِ

تَبَاشِيرُ الصُّبْحِ وَطَوَالِعُ السَّعَادَةِ:

وَأَتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ، وَظَهَرَتْ تَبَاشِيرُ الصُّبْحِ وَطَوَالِعُ السَّعَادَةِ، وَآنَ أَوَانُ البِعْثَةِ، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللَّهِ إِذَا اشْتَدَّ الظَّلَامُ وَطَالَتِ الشَّقْوَةُ.

وَبَلَغَ قَلَقُ رَسُولِ اللَّهِ مَا كَانَ يَرَاهُ ذُرْوَتَهُ، كَانَ حَادِيًا يَحْدُوهُ، فَحُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلَاءُ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَخْلُوَ وَحْدَهُ، وَكَانَ يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ، وَيَبْعُدُ حَتَّى تَحْسَرَ عَنْهُ البُيُوتُ، وَيُفْضِي إِلَى شِعَابِ مَكَّةَ وَبُطُونِهَا وَأَوْدِيَتِهَا، فَلَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَيَلْتَفِتُ رَسُولُ اللَّهِ حَوْلَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَخَلْفِهِ، فَلَا يَرَى إِلَّا الشَّجَرَ وَالحِجَارَةَ.

وَكَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ.

فِي غَارِ حِرَاءَ:

وَكَانَ يَخْلُو غَالِبًا بِغَارِ حِرَاءَ، فَيَمْكُثُ فِيهَا لَيَالِيَ مُتَوَالِيَاتٍ، وَكَانَ يَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، وَكَانَ يَبْتَعِدُ وَيَدْعُو عَلَى الطَّرِيقَةِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ الحَنِيفِيَّةِ وَالفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ المُنِيْبَةِ إِلَى اللَّهِ.

بِعْثَتُهُ ﷺ:

وَكَانَ كَذَلِكَ فِي إِحْدَى المَرَّاتِ إِذْ جَاءَهُ اليَوْمُ المَوْعُودُ لِبِعْثَتِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي…

Page: 25