قال سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: كنت واقفًا يوم بدر وغلامان من الأنصار، معاذ بن عفراء ومعوذ بن عفراء عن يميني وشمالي.
والتفت إلى أحدهما، وقال لي سرًا من صاحبه: «أي عم! هل تعرف أبا جهل»؟
فقلت: نعم! وماذا تريد منه يا بن أخي؟
قال: أخبرت أنه يسب رسول الله ﷺ، أرنيه يا عم! فإنني أعطيت الله عهدًا، إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه.
وقال لي الآخر سرًا من صاحبه: أرنيه يا عم! فإنني عاهدت الله إن عاينته أن أضربه بسيفي حتى أقتله.
فبينما أنا كذلك إذ برز أبو جهل، فقلت: ألا تريان؟ هذا هو! أبو جهل، هذا صاحبكما، فشدّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه.
ثم انصرفا إلى النبي ﷺ فأخبراه.
فقال: «أيكما قتله»؟
قال كلٌّ منهما: أنا قتلته.
قال: «هل مسحتما سيفيكما»؟
قالا: لا!
فنظر النبي ﷺ في السيفين.
فقال: «كلاهما قتله».
٢٢- مُسَابَقَةٌ بَيْنَ شَقِيقَيْنِ
قَالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ وَاقِفًا يَوْمَ بَدْرٍ وَغُلَامَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ وَمُعَوَّذُ بْنُ عَفْرَاءَ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي.
وَالْتَفَتُّ إِلَى أَحَدِهِمَا، وَقَالَ لِي سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ: «أَيُّ عَمِّ! هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ»؟
فَقُلْتُ: نَعَمْ! وَمَاذَا تُرِيدُ مِنْهُ يَا بْنَ أَخِي؟
قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، أَرِنِيهِ يَا عَمِّ! فَإِنَّنِي أَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْدًا، إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ.
وَقَالَ لِي الْآخَرُ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ: أَرِنِيهِ يَا عَمِّ! فَإِنَّنِي عَاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ عَايَنْتُهُ أَنْ أَضْرِبَهُ بِسَيْفِي حَتَّى أَقْتُلَهُ.
فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَرَزَ أَبُو جَهْلٍ، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَيَانِ؟ هَذَا هُوَ! أَبُو جَهْلٍ، هَذَا صَاحِبُكُمَا، فَشَدَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ حَتَّى ضَرَبَاهُ.
ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَأَخْبَرَاهُ.
فَقَالَ: «أَيُّكُمَا قَتَلَهُ»؟
قَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ.
قَالَ: «هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا»؟
قَالَا: لَا!
فَنَظَرَ النَّبِيُّ ﷺ فِي السَّيْفَيْنِ.
فَقَالَ: «كِلَاهُمَا قَتَلَهُ».